ابنتي لا تنتبه لي .. وتبكي كثيراً

السلام عليكم
مشكلتي التي أبحث عن حل لها هي لإبنتي التي تعاني من ضعف السمع الجزئي، حيث تعرضت لإصابه عند الولادة فقد سقطت من يد الطبيب، وحياتنا الأسرية جيدة، ولم تحدث أى أزمات نفسية والحمد لله، ومشاكل عادية في طريقة التربية مثل ما يحدث مع أي أسرة، لكننا انتقلنا من فترة من مدينة إلي مدينة للسكن، والمشكلة بكل اختصار أنه عندما أتكلم وأنادي عليها لا تنتبه لي رغم أنها تضع سماعه، وتحب الإنعزال عن كل شيء، وراجعت طبيب السمعيات وأكد لي أن كل شيء سليم بالنسبة للسماعه، وقال لي الأفضل أن تراجعي متخصصين في العلاج النفسي والمهارات النفسية، فهل بالفعل ممكن أن يكون الأمر متعلق بمشكلة نفسية تعاني منها بنتي، وتؤثر علي انتباهها لمن حولها، وأسلوب تعاملها، لأنه عندما تعمل أي شيء خاطئ أتعصب أحياناً عليها فتبكي كثيراً، ثم يقل تعاملها مع كل من حولها، ويظهر عليها التوتر، وأحياناً يكون مزاجها سيئ وانفعاليه ولا تنام جيداً، وشهيتها مختلفة، وأضيف أنه قبل ذلك ليست كانت أفضل، وكلامها منسق وجيد، وذهبت إلي أكثر من مركز لكن النتيجة ضعيفه في تغيير سلوكها، أتمني أن يكون لديكم طريقة لتحسين معاملتها وتقليل حساسيتها، وأشكركم علي سعة صدركم.

وعليكم بالسلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكِ في موقعنا تَخَطِّي للاستشارات النفسية، فمن خلال شكواكِ يتضح أن ابنتك ليست الإعاقة هي السبب الرئيسي فيما تعاني منه، لكن الإعاقة لها دور في ذلك حتي لو بسيط، لكنها تعاني من اضطراب تكيف adjustment disorder والذي يندرج تحت اضطرابات الصدمات والضغوط Trauma and stress related disorders حيث يحدث للشخص عندما يفقد القدرة علي التوافق مع كل ما يمر به من مواقف جديدة أو تغيرات في حياته، وأن ما يميزه هو أن مسبب الضغوط فيه ليس صدمي، ولكن من أكثر مسبباته التغيرات الحياتية الجذرية، أو الانتقال من مكان إلي مكان، أو الارتباط بشخص مقرب لها وفجأة عدم وجوده لسفر أو لشئ آخر، ومن أعراضه الأساسية نوبات البكاء، والشعور بالاكتئاب وفقدان متعة الحياة، والمزاج الانفعالي، ومشكلات النوم، والانطوائية، ومشكلات الانتباه والتركيز، والتوتر والقلق.

ولابد أن تبحثي في الأسباب التي أدت بها إلي ذلك خصوصاً من بداية ظهور هذه الاعراض عليها، ولذلك لابد أن يتم تدريبها علي مهارات الاسترخاء النفسي والعضلي، ودمجها في مواقف إيجابية دون أي انتقاد أو تعديل عليها في الفترة الحالية بل يمكن التركيز علي عوامل رفع الدافعية والثقة كالتعزيز والتدعيم لما يتم إنجازه، بمعني أن تدرك أنها شخص مميز بينكم في المواقف الإيجابية، وحتي تستطيع أن تعمل لنفسها تقدير ذات عالي، وتكون مستبصره بنفسها، ويمكن تدريبها علي طريقة تعلم إدارة الأفكار والمواقف السلبية حتي يخلق لديها ثقه عالية بالنفس ومرونة في التعامل مع المواقف، كما يمكن تدريبها علي تنمية مهارات حل المشكلات مثل تعلم صياغة مشكلتها والتحدث عنها بثقة، ووضع فروض لحلها، والتفكير بأسلوب الحل البديل، وتقييم النتائج دون خوف، وبهذا يكون تعلم مهارات التعامل مع مؤثرات الضغوط سهلاً وذا فعالية قوية لتستطيع فهم شخصيتها وإدارة حياتها بجودة عالية، وأوصيك بمراجعة مختص في العلاج النفسي أو مراجعة موقع تَخَطِّي، ونسعد بتواصلك معنا مجدداً لمتابعتها وتقديم أفضل الأساليب العلاجية لتخطي ما هي فيه، مع خالص تمنياتنا لها بدوام الصحة النفسية.