لا أحب هذه الحياة .. لا أستحقها

تاريخ النشر: 24 مارس 2022

الاسم: ك (ملحوظة: لا يضع موقع تَخَطِّي الاسم مراعاة للسرية)

الاستشاري: أ.د هاني فكري أبوهاشم

الجنس: أنثى

العمر: 18 عام

البلد: النمسا

الشكوى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا عربية تونسية من أب عربي وأم أجنبية، نقيم في النمسا منذ فترة كبيرة، مسلمة، بدأت حياتي عندما كنت طفلة وتنقلت كثيراً مع والدي من أكثر من بلد، حيث كنت لا أشعر بأي اهتمام من والدي تقريبا أنه مشغول طوال الوقت، ووالدتي تعاني من بعض آلام العمود الفقري، وأن لا ألومهم علي تركي لوحدي كثيراً مع مربيتي التي صارت مثل أمي في حبي لها أكثر من والدتي، لكن وقبل ست سنوات تقريباً بدأت أشعر بأني لا أحب هذه الحياة ولا أستمتع بها، وكل شيء بالنسبة لي في وجود الأسرة لا يهمني، وصرت لا أخرج من غرفتي، أشعر بأني غير سعيدة، والحياة ليس لها قيمة، وأحس أني ضعيفة، ولدي شعور سئ نحو المستقبل، وأغضب دائماً بصورة حادة تجعلني بعد ذلك أشعر بالذنب، لكن هذا الغضب يتكرر، ولا أستطيع التحكم في نفسي، ودائماً أقيم نفسي بأني لا أستحق هذه الحياة، أشعر بالفعل كأني مثل الضوء الذي يتلاشي، أريد مساعدتكم.

رد الإستشاري

وعليكم بالسلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً بك في موقع تَخَطِّي للاستشارات النفسية، الواضح من شكواكِ أنك عانيتي كثيراً من الغربة والتنقلات المستمرة، لكن معاناتك النفسية كانت أكبر، نظراً لقلة إحتواء والدك لك وغيابه طوال الوقت عنك، فمن خلال عرضك للمشكلة لم تبيني لماذا الوالده كانت غير موجوده أغلب الوقت هل هي مع والدك في سفراته المتعدده، أم هي تعمل، فلو افترضنا أنك وحيدة حالياً، فهل ذلك لظروف دراستك الإلزامية أم أنك فضلتِ أن تكوني وحيده، ولماذا لم تذهبي معهم، هناك أسئلة أخري كثيرة لم تطرحيها في مشكلتك، لكنك استطعتِ تعويض الحب الوالدي مع مربيتك، وهذا ما يجعلك متماسكة حتي الأن، وليس ذلك بأن تكوني اعتمادية، لكن تستطعين تغيير كل ذلك وللأفضل.

وما تعانية حالياً هو اضطراب الاكتئاب Depressive Disorder متزامن معه أعراض اضطراب عدم تنظيم الحالة المزاجية نظراً لظهور نوبات غضب بصورة متكرره لديكِ، وبالتالي فإن أهم خطوات العلاج لابد من تغيير نمط الحياة الحالي، وذلك بالخروج مع مربيتك من وقت لآخر بصورة منتظمة، والمشي يومياً لأكثر من نصف ساعة، ومشاركة الآخرين من الأصدقاء والتعاون معهم، والتواصل مع الأقارب بصورة منتظمة، والمرونة في التعامل مع المواقف حتي تنخفض الأعراض، واستخدام الحديث الهادئ الذي يتميز بتقبل الإستماع دون تعليق مؤلم، أو انتقاد هدام.

ومن أهم أساليب العلاج التي يمكنك التركيز عليها هو تحديد النشاطات السارة من الناحية الاجتماعية، والشخصية والتي تتعارض مع أعراضك الاكتئابية، وعمل قائمة بالأفكار السلبية لديكِ للكشف عنها، وقائمة بالأفكار الإيجابية لتحديد مدي خلو تفكيرك من الأفكار السلبية والمعتقدات الخاطئة نحو نفسك، ومستقبلك، والآخرين، وتستطعين تحديد مواطن الضعف والقوة في أسلوبك اليومي.

ولابد من تحديد مواقف التوتر كنوع من مراقبة الحالة المزاجية لتحصلي علي حالة الهدؤ المستمرة، وكذلك عمل تمارين الاسترخاء التي تساعدك علي المرونة والهدؤ حتي يمكن تخفيض الأعراض الاكتئابية، ورفع الثقة بالنفس، ويمكن استخدام أسلوب التعرض المباشر للمواقف الاجتماعية منعاً للتجنب والهروب لتخفيض العزلة الاجتماعية، وتقليل الحساسية للنقد، وأوصيك بمراجعة أقرب معالج نفسي، للإستمرارية علي العلاج، أو متابعتنا علي صفحة استشارات في متابعة يومية أو أسبوعية.
وفقك الله للخير دائماً،،

إطرح مشكلتك