الاضطرابات ذات الأعراض الجسمية أو النفس جسدية

التصنيفات

خصوصية تَخَطَّى

يحافظ تَخَطِّي علي أسرار المشاركين وخصوصيتهم، ويستقبل كافة الإستشارات التي تتعلق بالمشكلات النفسية والسلوكية والزوجية، ومشكلات الإدمان، ومشكلات الأطفال والمراهقين.

الاضطرابات ذات الأعراض الجسمية أو النفس جسدية
الاضطرابات ذات الأعراض الجسمية أو النفس جسدية

نبذه تثقيفية عن الاضطرابات ذات الأعراض الجسمية أو النفس جسدية

تعتبر الاضطرابات ذات الأعراض الجسمية استجابات لا شعورية للتوترات الانفعالية وهي ذات منشأ نفسي بسبب التعرض الشديد للضغوط الشديدة ومسبباتها، والتي تؤثر علي الأعضاء الجسدية جميعها ويتحكم فيها الجهاز العصبي الذاتي والذي يحول التوتر النفسي إلي علامات فسيولوجية في وظائف الأعضاء، ومن هنا تتأثر الحالة الجسمية بالحالة النفسية ويحدث الاضطراب وعدم التوازن، وسابقاً كانت تسمي هذه الاضطرابات بالاضطرابات النفس جسدية أو السيكوسوماتية Psychosomatic disorders.

حيث توجد أربعة أشكال لهذه الاضطرابات ذات الأعراض الجسمية وذلك طبقاً لما نص عليه الدليل التشخيصي الخامس للاضطرابات النفسية والعقلية DSM-5 التابع لجمعية الطب النفسي الأمريكية وهي:

1- اضطراب القلق المرتبط بالمرض: Illness Anxiety Disorder
يتسم اضطراب القلق المرتبط بالمرض بإنشغال الشخص وقلقه الشديد حول فكرة أنه مصاب بمرض خطير لمدة ستة شهور أو أكثر، ولا يلزم وجود أو ظهور الأعراض الجسمية لأن شكوي المريض في العادة تكون حول الفكره والمشاعر والسلوك المرتبط بها أكثر من تفكيره في الأعراض الجسمية، وفي بعض الأحيان تكون الأعراض الجسمية غير موجوده، أو تأتي بصورة خفيفه لكن تظهر الأعراض النفسية في صورة قلق مبالغ فيه، وخوف علي الصحة، ويصل معدل انتشاره ما بين 1% – 5.2% طبقاً للأبحاث الحديثة.

2- اضطراب الأعراض الجسمية: Somatic Symptom Disorder
يتسم هذا الاضطراب بتكرار الأعراض الجسمية بصورة مزعجة لمدة ستة شهور أو أكثر حيث يوجد لدي المرضي بمعدل 6.7%، حيث توجد الأفكار اللاعقلانية والانفعالات الشديدة واضطراب السلوك بصورة مبالغ فيها مع ارتفاع في معدل القلق والتوتر مما يؤدي ذلك إلي إعاقة ملحوظة في النشاطات اليومية.

3- اضطراب التحول: Conversion Disorder
هو اضطراب يشار إليه باضطراب الأعرض الوظيفية العصبية functional Neurological Symptoms Disorder ويتسم بوجود مجموعة من المشكلات في

الوظيفة الحسية الحركية والتي تضم:
– مشكلات البلع.
– مشكلات الكلام.
– الشلل.
– نوبات المرض التي تأتي بصورة مفاجأة.

وتتمحور أسبابه حول مسببات ضغوط غير مفهومه، وينتشر بين المترددين علي عيادات المخ والاعصاب والنفسية بنسبة تتراوح بين 5 – 7% ، ويكون أكثر شيوعاً لدي النساء عنه لدي الرجال.

4- الاضطراب الزائف (المصطنع أو الكاذب): Factitious Disorder
يتسم الاضطراب الزائف أو المصطنع بأنه اضطراب نفسي مزيف كاذب مفروض من الشخص الذي يعاني علي الآخرين، فهو قد يظهر لديه بعض مشكلات الجهاز العصبي كالصداع النصفي أو الدوار، والألم الشديد، أو الجهاز العضلي أو الهضمي أو الهيكلي، ولكن الأخطر هو اعتقاد الشخص المصاب بالاضطراب المزيف بأن كل تشخيص فيه خطأ وأن لديه مرض مزمن، رغم عمل كل الفحوصات اللازمة له وتأكده من النتائج النهائية بأنها سليمة.

الشكوي والمعاناة

تتحول الأعراض الانفعالية الشديدة والمزمنة إلي أعراض نفس جسمية حيث تختفي الانفعالات ولا تظهر علي السطح ويكون التركيز كله علي الاضطراب الجسمي وهذا يسبب حالة من الإرهاق العصبي، ويظهر ذلك في صورة أعراض كسرعة ضربات القلب، وشحوب واحمرار الوجه، وفقد الشهية، والصداع النصفي، والإحساس الكاذب أو الزائف، وانخفاض وارتفاع ضغط الدم، والذبحة الصدرية، والربو العصبي، والقولون، والتهابات المعدة المتكرره، وبعض أنواع من آلام الظهر، وضعف الآداء الجنسي، وبعض اضطرابات الجلد العصبية كافراز العرق، وسقوط الشعر، والتهاب الجلد العصبي، والأكزيما العصبية.

مستوي الخطورة والاصابة

تصيب الاضطرابات ذات الأعراض الجسمية حوالي 55 – 75% من المرضي الذين يترددون علي العيادات الطبية، حيث يعانون من اضطرابات جسمية مثل الأعراض المرتبطة بالجهاز الهضمي والدوري والتناسلي.
وتعتبر الاضطرابات ذات الأعراض الجسمية أكثر شيوعاً لدي الاناث عنه لدي الذكور، وطبقاً للأبحاث الحديثة فإنه أكثر حدوثاً في الطبقة المتوسطة والدنيا، ولدي الذين تعرضو للتهجير والحروب، وهي من الاضطرابات التي تحتاج إلي رعاية طبية وإهتمام حيث أنها تسبب كرب شديد بالإضافة إلي إعاقة وظيفية تؤثر علي الحياة الاجتماعية والأكاديمية والمهنية.

الأعراض ، الأسباب والتشخيص

  1. الشعور بالتعب و الألم أكثر الوقت.
  2. الإعتقاد الخاطئ بأن الألم جسدي وليس نفسي.
  3. اضطراب المزاج.
  4. الاستسلام وضعف المقاومة.
  5. كثرة الشكاوي الجسمية.
  6. التفكير الخاطئ المتعلق بالأفكار والسلوك الجسدي.
  7. المبالغة في الذهاب للمراجعة الطبية.
  8. انفعالات قوية مرتبطه بالأعراض الجسمية.
  1. عوامل وراثية تتسم بوجود استعداد تكويني.
  2. عوامل بيئة تتسم بالصراع والتنافس والإحباط والتهديد.
  3. القلق علي المستقبل من أمور وأشياء عادي لا تستدعي.
  4. الإصابة بالأمراض العضوية في الطفولة والقلق المرتبط بها علي الصحة.
  5. الخوف الشديد علي بعض الأشخاص المقربين كالأبناء.
  6. الخبرات والصدمات في مراحل الحياة الاولي.
  7. الخوف المبالغ فيه من ضعف الأداء (الدراسي، والاجتماعي، والجنسي).
  8. الحساسية الشديدة المهددة للذات.
  9. التمركز حول الذات.
  10. الشعور بالرفض والتعرض للظلم.
  11. نقص النضج الانفعالي.
  12. الكبت المستمر نتيجة الضعف الشخصي (النفسي والجسدي).
  13. الطموح الزائد مقابل القدرات الضعيفة.
  14. التعرض للتجارب والضغوط والصدمات.
  15. العلاقات الأسرية المضطربة.
  16. الشعور بالذنب وجلد الذات.

لابد عند تشخيص الاضطرابات ذات الأعراض الجسمية التركيز علي:

  1. الفحص الطبي الشامل.
  2. مراجعة تاريخ الحالة والذي يتضمن المراجعات الطبية والفحوصات والتشخيصات السابقة.
  3. الفحص والتقييم النفسي الدقيق.
  4. تحديد المفارقة وأوجة الاختلاف بين الأعراض النفسية الجسمية وبين وجود أعراض مرض آخر.

التداخل المرضي

يمكن أن تتداخل الأعراض التي تتواجد بالاضطرابات النفس جسمية ببعض الاضطرابات النفسية كالقلق، والاكتئاب، والتكيف، والاضطرابات الانشقاقية، والخوف، ونوبة الذعر، واضطرابات الجهاز العصبي كالصداع النصفي والشعور المزيف الكاذب، واضطرابات الجهاز الدوري كارتفاع وانخفاض ضغط الدم وعصاب القلب وتقلص الشرايين التاجية، واضطرابات الجهاز التنفسي، والجهاز الهضمي، والجهاز الغددي، والجهاز البولي والتناسلي، والجهاز العضلي، والاضطرابات الجلدية كالارتيكاريا و سقوط الشعر و زيادة افراز العرق و الحساسية الجلدية.

متي تلجأ للفحص النفسي والعلاج

يمكن اللجوء للعلاج النفسي عند تفاقم المعاناة والشكوي المستمره من الأعراض الجسمية دون وجود سبب واضح لها، مع كثرة المحاولات المتعددة عند الأطباء لسرعة الشفاء، والخوف الذي لا ينتهي علي الصحة والاهتمام بها، والتشاؤم المستمر، والحساسية الزائدة وظهور الأعراض بقوة عند سماع أحد الأصدقاء يتحدث عن مرضه.

التدخل والعلاج

يعتمد التدخل العلاجي في حالة الاضطرابات ذات الأعراض الجسمية علي جزئين معاً وهما التدخل العضوي، والتدخل النفسي والجمع بينهما، حتي يتقبل المريض فكرة أن ما يشتكي منه هو راجع لاضطراب نفسي وبالتالي يخفض محاولة المريض لعدم فهمه، ويقلل من دفاعاته الانفعالية تجاه فكرة تقبل المرض والاستمرارية في العلاج.
ويمكن التركيز في علاج الاضطرابات النفس جسمية علي العلاج المعرفي السلوكي والعلاج الجماعي كتقنية لحل الصراعات والمشكلات الانفعالية، وإزالة القلق وخفض التوتر، وتطمين المريض، وزيادة بصيرته حول أعراضه، والتدريب علي النشاطات السارة والتفكير المنطقي، كما يمكن التدخل بأسلوب حل المشكلات.

التوصيات الوقائية

  1. تنمية المهارات الشخصية.
  2. تعلم الثبات الانفعالي.
  3. تعلم مهارات الثقة بالنفس.
  4. التنفيس الانفعالي بإستمرار.
  5. تجنب الإجهاد الذهني والنفسي.
  6. التوفيق بين الطموحات والقدرة الشخصية.
  7. تجنب الحساسية المفرطة للمواقف الاجتماعية المحيطة.
  8. تجنب المواقف المهددة للذات.
  9. تجنب كثرة الشعور بالذنب وجلد الذات. 

إحجز موعد مع فريق تَخَطِّي