إضطرابات الشخصية – Personality disorders

التصنيفات

خصوصية تَخَطَّى

يحافظ تَخَطِّي علي أسرار المشاركين وخصوصيتهم، ويستقبل كافة الإستشارات التي تتعلق بالمشكلات النفسية والسلوكية والزوجية، ومشكلات الإدمان، ومشكلات الأطفال والمراهقين.

إضطرابات الشخصية
إضطرابات الشخصية

نبذه تثقيفية عن المرض

إن اضطرابات الشخصية تتداخل في المظاهر الداخلية والخارجية لسلوك الشخص، وعادة ما تكون جامدة وتظهر قبل مرحلة الرشد مباشرة.
وطبقا لتعريف الدليل التشخيصي الخامس “فهي نمط مستمر للخبرة والسلوك الداخلي الذي ينحرف بوضوح عن توقعات ثقافة الشخص، وهو نمط منتشر وغير مرن، وله بداية في مرحلة المراهقة أو أوائل مرحلة الرشد، ويستمر بمرور الوقت، ويؤدي إلي الكرب والإعاقة (أحمد حمزة، 2017، 517).

الشكوي والمعاناة

إن أكثر الأشخاص الذين يعانون من اضطراب في الشخصية لا يتواصلون مع مقدمي خدمات الصحة النفسية، ويتصفون بسلوك نمطي جامد صعب وغير محبوب ويشكل تحدياً لأقصي درجة، وإذا حدث ذلك عادة ما يكون بعد قيامهم بإيذاء أنفسهم أو مخالفة التشريعات القانونية، أو التهرب من المساعدة المقدمة لهم من الأشخاص القريبين بدافع أنه سليم ولا يحتاج للعلاج.
والاضطرابات الشخصية تجعل الشخص عرضة لاضطرابات نفسية أخري، أو تؤثر تأثيراً واضحاً بالسلب على اضطراب نفسي موجود بالفعل مما تتفاقم الأعراض وقد تُسبب هذه الاضطرابات كرباً وضعفاً كبيرين، لدرجة أن الشخص قد يحتاج أن يُعالج من أعراض الاضطراب أيضًا، ويشعر بحالة من الصراع النفسي الذي لا يتوقف.

مستوي الخطورة والاصابة

تتميز بأنماط سلوك مستمره سيئة التكيف والوجدان حيث تؤثر سلباً علي حياة الشخص، وتحد من قدرته الوظيفية علي أداءه في كل مجالات الحياة كالعمل والمدرسة والبيت وفي الدوائر الاجتماعية الضيقة والواسعة التي يكاد يختلط بها، ويقدر نسبة انتشارها طبقا لتقديرات الجمعية الامريكية للطب النفسي بحوالي 15% وطبقا للدليل التشخيصي الخامس.

أنواع اضطرابات الشخصية:

تحتوي اضطرابات الشخصية على عشرة أنواع، وينسب كل واحد منهم إلى واحدة من ثلاث مجموعات أو أقسام (أ – ب – ج):

أولاً: المجموعة (أ) (غريب الأطوار)
1- اضطراب الشخصية المرتابة (الزوراني أو البارانوي):

يتميز المصابون باضطراب الشخصية المرتابة بإنعدام ثقة الشخص في الآخرين والشك فيهم، بما في ذلك أصدقاؤه، وأسرته، وزوجته، ونتيجة لذلك يبحث الشخص باستمرار عن أدلة للتحقق من مخاوفه، ولدى هذا الشخص إحساس قوي بالحقوق الشخصية، وينعكس إنعدام الثقة لديه في أن الآخرين يتآمرون عليه، أو يحاولون الإضرار به، أو استغلاله، ويكون لديه نمط واضح وهو عدم الصفح عن الآخرين، حيث يدرك التهديدات أو الإهانات في المواقف العادية أو الحديث مع الآخرين، ويعتقد أن الآخرين متورطين في الإعتداء علي شخصيته وغير مخلصين له حتي لو كان أقرب الأشخاص له كزوجته، ويكون لديه شعور بالمهاجمة ردا علي كل ما يشعر به من تهديدات أو إهانات.

2- اضطراب الشخصية الإنطوائية:

يتميز المصابون باضطراب الشخصية الانطوائية بأنهم منعزلون، ويميلون للتأمل والتخيل، وليس لديهم رغبة في المشاركة والعلاقات الاجتماعية، ويتسمون باللامبالاة تجاه المشاعر العاطفية والجنسية والتقاليد والعادات الاجتماعية، لكنهم حساسون من الداخل خصوصاً عند التفكير في إقامة علاقات لأنهم يجدون أن ذلك صعب عليهم فعلياً وعملياً، ولذلك فإنهم يفضلون عالمهم الداخلي ويجدون أنفسهم لا مفر من العودة إليه مرة أخري، لكنهم عند التغلب علي هذا يظهرون عادات جيدة وأداء وظائفي جيد لأفعالهم وسلوكياتهم.

3- اضطراب الشخصية الفصامية:

يتميز المصابون باضطراب الشخصية الفصامية بقلة الاهتمام بالذات والعلاقات المحيطة بمن حوله، حتي أسرته وأهله، ويكون لديهم القليل من الأصدقاء، وأحياناً لا يوجد لديهم أصدقاء، وقليلي الاهتمام بالعلاقات الحميمية، ولا يشاركون في أي فعاليات أو أنشطة، وينغمسون في أنشطة خاصة بهم، وتكون ردود أفعالهم باردة وتتميز باللامبالاة ، ولا يعطون ردة فعل تجاه الانتقاد أو التشجيع، وتسبب كل هذه الأعراض إعاقة للفرد في أدائه الوظيفي.

ثانياً: المجموعة (ب) (درامي – شارد)
1- اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع:

يتميز المصابون باضطراب الشخصية المضادة للمجتمع “السيكوباتي” بعدم الاكتراث لحقوق ومشاعر الآخرين، ودائما ضد مصالحهم، وسلوكهم غير قانوني، ويتميزون بالكذب المزمن، ونقص الاعتبار لسلامته الشخصية أو سلامة الآخرين، والسلوك العدواني العنيف الذي غالباً ما يؤدي إلي خسائر، مع نمط اندفاعية واضح، ولامبالاة مزمنة تجاه مشاعر الآخرين والافتقار إلي الشعور بالذنب، وعدم تآنيب ضمير، ويرتبط بشكل وثيق بالجريمة، ومن المرجح أن يكون لدى الشخص المصاب به سجل جنائي فيما يتعلق بأحكام مسبقة بالسجن، حيث يحصلون علي المتعه من خلال سلوكهم التدميري كالكذب والنصب علي الآخرين وخداعهم، وهو شائع بين الرجال أكثر من النساء.

2- اضطراب الشخصية الحَديّة (البينية):

يتميز المصابون باضطراب الشخصية الحَديّة بأنهم غير مستقرين عاطفياً ومزاجياً، ويفتقرون إلي الشعور بالذات، والمشاركة في العلاقات الكثيفة غير المستقرة، والخوف المزمن الحقيقي والمتخيل، والهجر الوشيك لأشخاص محبوبين، أو أصدقاء مقربين، ويتصفون بالسلوك الاندفاعي كالإنفاق المسرف والمقامرة والجنس، وربما لتدمير الذات، والانغماس في سلوكيات مضره بالذات مثل جرح الذات أو الحرق، ومن الشائع قيامهم بإيذاء أنفسهم وقد يصلون إلى الانتحار، ولديهم مشاعر مزمنه بالفراغ، ومبالغة في انفعالات كالغضب والسخرية والعدوان البدني، ويمكن أن يشعرون بالتفكك وإحساس الشخص بأنه منفصل عن جسمه، كذلك تظهر الأفكار البارانوية عندما يكون الشخص تحت ضغوط مؤثرة، ويمكن ملاحظته خلال الوظيفه الفردية أو التعامل الفردي، ويظهر في أوائل سن الرشد.

3– اضطراب الشخصية الهستيرية (المتكلفه):

يتميز المصابون باضطراب الشخصية الهستيرية بأنهم يفتقرون إلى الإحساس بقيمة الذات، وتتميز علاقاتهم الاجتماعية بالسطحية مما يؤثر ذلك سلباً على علاقاتهم بالآخرين، ويعتمدون في سعادتهم على جذب الانتباه، ويتكلفون ويبالغون في التصرف من أجل أن يعطيهم الآخرون الاهتمام الذي يريدونه، ويحرصون على مظهرهم بشكل مبالغ فيه، مثل الملابس ذات الأوان الجذابة، ويتصرفون بشكل جذاب، كالتكلف الشديد في التعبير، وإيماءت العظمة، وهو اضطراب منتشر مع أنماط من السلوك المنحرف تستمر مدي الحياة، حيث السلوك الإغوائي أو الجنسي غير الملائم، ويشعرون بالكدر والحزن وعدم الراحة إلي أقصي حد عندما لا يكونون محط اهتمام، وهذا ما يمثل ألمًا كبيراً لهم، خصوصاً أنهم يتعاملون بحساسية شديدة مع الانتقادات والرفض، ولا يجيدون التعامل مع الخسارة أو الفشل، فهم كأنهم علي خشبة المسرح، وبدرجة عالية قابلين للإيحاء والتأثر بالآخرين.

4- اضطراب الشخصية النرجسية:

يتميز المصابون باضطراب الشخصية النرجسية بالشعور بالعظمة والغطرسة والغيرة، والإفتقار للتعاطف، ويعتقدون أن الآخرين يحسدونهم، وأهمية مبالغ فيها للذات، ولديهم شعور شديد بالاستحقاق، وأن الناس يجب أن يعترفوا بهم وبتفوقهم، ويعتقدون بأن الآخرين سوف يفعلون ما يريدون، ويمتثلون لهم، ويفكرون كثيراً في النجاح الشخصي اللامحدود، ويستغلون الآخرين للحصول علي ما يريدون، ويكون التعامل مع هذه الشخصية صعباً بوجه خاص، لأنهم لا يرون أي حاجه للتغيير، ولا يقدرون قيمة النصيحة والعلاج، ويعتقدون أن المعالج ليس لديه من الذكاء ما يمكنه من مساعدته وإيجاد حلول له، ولا يعترفون بأي نقطة ضعف، وينتشر بين الرجال أكثر من النساء.

ثالثاً: المجموعة (ج) (القلق، والخوف)
1- اضطراب الشخصية التجنبية:

يتميز المصابون باضطراب الشخصية التجنبية بالخوف الشديد من أن يكونوا غير ملائمين، أو أن يتم تقييمهم بشكل سلبي ويُرفضون، وهذا ما يسبب لهم المعاناة حول وجود الأفكار الخاصة لديهم بالرفض الاجتماعي، ويشعرون دائماً بعدم الراحه في المواقف الاجتماعية، ويقللون من التفاعلات مع الآخرين، كما يشعرون بالدونية، ويبعدون عن تحمل المسئولية أو تجريب أشياء جديدة، ويخافون من النقد الموجه لهم، والرفض وهذا ما يؤثر علي التفاعلات بينهم وبين الآخرين، وعلي الممارسات والأنشطة الاجتماعية التي تحتاج إلي المشاركه، وعدم الرغبة في إقامة علاقات عاطفية وثيقة تضمن لهم التقبل، حيث أنهم لا ينغمسون في علاقات جديدة خوفاً من الرفض أو أنهم غير ملائمين، وتظهر الأعراض في أوائل مرحلة الرشد.

2- اضطراب الشخصية الاعتمادية:

يتميز المصابون باضطراب الشخصية الاعتمادية بأنهم مُتعلقين بشدة بالعلاقات، وخاضعين، ومطيعين، ويصارعون من أجل اتخاذ القرارات في حياتهم، حيث يبحثون دائماً عن الطمأنينة قبل صدور أي قرار، ويعانون من حاجاتهم للرعاية المستمرة، ويتولد لديهم خوف كبير من الانفصال عن مقدم الرعاية، ويتجنبوا المبادرة واستكمال المهام بسبب نقص الثقة بالنفس، وفي بعض الأحيان يتحملون الاعتداء الجسدي والجنسي، ويتحملون أعباء كثيره من أجل دعم الآخرين حتي لو أنهم غير مسمتعين بما يشاركون فيه، ويعتقدون بأنهم لا يستطعيون رعاية أنفسهم، وليس لديهم وعي حقيقي بالذات.

3- اضطراب الشخصية الوسواسية:

يتميز المصابون باضطراب الشخصية الوسواسية بإنشغالهم بالقواعد والنظام، والدقة والإتقان، والتحكم في العلاقات الشخصية، ويتسمون بضعف المرونة وأنهم عنيدون، وعاجزون عن رؤية الصورة كاملة، ويركزون علي التفاصيل، وعند إتخاذ القرارات يأخذون وقتاً وجهداً كبيراً، ولديهم نزعه نحو الكمال، ويبذلون مجهود في تفاصيل بعيدة عن الهدف الأساسي للنشاط، ولديهم صعوبة في إكمال ما بدأو فيه، مع عدم إهتمام بالصداقات والأنشطة الشخصية والترفيهية، وأهم ما يشغل ذهنه هو العمل وفقط، ويجدون صعوبة في إعطاء المهام لغيرهم لأنهم يعتقدون أن الآخرين لن يكونوا علي المستوي المطلوب طبقاً لمعاييرهم الشخصية، وتبدأ سمات هذه الشخصية ظهوراً في أوائل الرشد، حيث لا يسعي المصابون بها للعلاج لأنهم يكونون غير واعين بما لديهم من أعراض، ولا يجدون سبباً للتغيير.

الأعراض ، الأسباب والتشخيص

  1. انحراف كبير في نمط وطبيعة الأفعال التي يقوم بها الشخص.
  2. انحراف في عملية التركيز الداخلي علي ما يقوله.
  3. معاناة واضحة من التشوهات المعرفية نحو ذاته والآخرين والعالم الخارجي.
  4. شدة الاستجابات الوجدانية والانفعالية في طبيعتها.
  5. صعوبة في السيطرة علي الاندفاعات.
  6. صعوبة واضحة في العلاقات بينه وبين الأشخاص.
  7. تظهر الاعراض في مرحلة المراهقة وأوائل مرحلة الرشد.
  8. تغير ملحوظ ومستمر في الأنماط والمعايير الثقافية للشخص.
  1. عوامل وراثية.
  2. مشكلات دماغية في طريقة عمل بعض المواد الكيميائية في الدماغ.
  3. مشكلات في التربية.
  4. الشعور بالرفض.
  5. ضعف شديد في الذات.
  6. ضعف الأداء الشخصي في التعامل مع المواقف الحياتية من الصغر.
  7. الانتقادات الحادة في مرحلة الطفولة.
  8. الإساءة البدنية أو الجنسية في فترة الطفولة.
  9. العنف الأسري المتواصل.
  10. المشاكل السلوكية التي يعاني منها الأطفال مثل العدوانية الشديدة, وعدم تنفيذ الأوامر, ونوبات الغضب المتكررة.
  11. تعاطي الوالدين أو أحدهم للمواد المخدرة.
  12. المقارنات الشخصية باستمرار.
  13. سلوكيات وتوجهات مستمرة من الوالدين أو مقدمي الرعاية يمكن أن تكون مقلقة إلي حداً كبير.
  14. استمرار نمط السلوكيات الشاذه والمضطربة لمدة طويلة.
  15. قلة وعي مرضى اضطراب الشخصية بأن لديهم مشكلة في سلوكهم الخاص.
  16. تعرض الشخص لمعاناة نفسية شديدة من فترة مبكرة في طفولته.

وفقاً للإصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للأضطرابات النفسية والعقلية يمكن تشخيص الاضطراب في الشخصية إذا كان هناك ضعف في أداء الشخص وتعامله مع الناس، إلى جانب واحدة أو أكثر من السمات المرضية للشخصية المذكوره في أنواع اضطرابات الشخصية، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون هذه الأعراض مستقرة نسبياً بمرور الوقت، ومتوافقة مع الحالات، وألا نعتبرها مقياساً للمرحلة التنموية في حياة الفرد، وألا تكون أثرًا مباشراً أو بسبب حالة طبية عامة وقد تجمع شخصية واحدة بين اضطرابين مختلفين من حيث الأعراض ولكن غالباً ما تكون من نفس المجموعة التي تم ذكرها سابقاً.

التداخل المرضي

نظرا لانتشار اضطرابات الشخصية واستمراريتها مدي الحياة، وأنها ليست مجرد تغيرات عادية في شخصية الفرد فإنه لابد من التأكد من أن الأعراض الملحوظة لا ترتبط بأي تغير في الشخصية، ولا ترتبط بتعاطي أي مادة إدمانية أو دوائية أو حالة طبية أخري، ويجب مراعاة الأعراض المرضية المشتركة بين اضطرابات الشخصية كلاً علي حدة.

متي تلجأ للفحص النفسي والعلاج

عندما تشعر\تشعرين بصعوبة شديدة في العلاقات بين الأشخاص، وزيادة في الاستجابات النفسية والانفعالية بشكل غير ملائم، وصعوبة شديدة في السيطرة علي الاندفاعات، وكثير من التشوهات المعرفية وارتباطها بإدراك الذات، والآخرين، والعالم الخارجي حولك.

التدخل والعلاج

عادة ما تستجيب حالات اضطرابات الشخصية للعلاج النفسي بصوره أكثر من العلاج بالأدوية، وهذا طبقاُ لما أشارت إليه الأبحاث الأولية والتي أكدت نتائج إيجابية في هذا الشأن، وقد أوصت بأن أسلوب العلاج بالإرشاد النفسي هو أكثر فاعلية بجانب العلاج المعرفي السلوكي، والعلاج السلوكي الجدلي، واليقظة الذهنية، والعلاج السيكودينامي.

التوصيات الوقائية

  1. تقوية أداء الشخص وتعامله مع الآخرين.
  2. زيادة ثقة الشخص في الآخرين.
  3. أن يتقن ردود الأفعال الهادئة تجاه المواقف القوية والمقلقة التي يتعرض لها.
  4. عدم التسرع في الحكم من خلال الأفكار الواردة فقط.
  5. التعاون والمشاركة مع الآخرين.
  6. البعد عن الإنعزال والإنطوائية.
  7. التحلي بالصبر تجاه المواقف الشديدة.
  8. التخلي عن فكرة الخضوع والإعتمادية.
  9. التخلي عن فكرة الكمالية، والدقة، وتقبل أن كل شيء مهما كان لا يصل للكمال.
  10. تجاهل الأفكار التي تتسم بالشك والتكرارية.

إحجز موعد مع فريق تَخَطِّي