الاضطرابات الانشقاقية (التفككية أو الانفصالية أو التفارقية)

التصنيفات

خصوصية تَخَطَّى

يحافظ تَخَطِّي علي أسرار المشاركين وخصوصيتهم، ويستقبل كافة الإستشارات التي تتعلق بالمشكلات النفسية والسلوكية والزوجية، ومشكلات الإدمان، ومشكلات الأطفال والمراهقين.

الاضطرابات الانشقاقية (التفككية أو الانفصالية أو التفارقية)

نبذه تثقيفية عن الاضطرابات الانشقاقية

تعتبر الاضطرابات الانشقاقية اضطرابات عقلية لها أكثر من مسمي حيث يمكن أن نسميها بالاضطرابات التفككية أو الانفصالية أو التفارقية، وهي تتمثل في انفصال الشخص عن جسده وكأنه يراقبه من بعيد وفقدان التواصل الغير سار للمشاعر والأفكار والسلوك والهوية وكل ما يحيط بالشخص من أحوال واقعية، ويمكن أن يؤدي ذلك إلي إعاقة الشخص وظيفياً من الناحية الاجتماعية والتفاعلية لأدائه اليومي المعتاد.

وتوجد ثلاثة اضطرابات رئيسية طبقاً لما نص عليه الدليل التشخيصي الخامس للاضطرابات النفسية والعقلية DSM-5 التابع لجمعية الطب النفسي الأمريكية وهي:

1- اضطراب شعور الشخص بالإنفصال عن جسمه والغربة عن الواقع :
Depersonalization and Depersonalization Disorder
هو اضطراب نفسي يُعرف بتبدد الشخصية أو اضطراب الآنية، وفيه يشعر الشخص بإنفصاله عن جسده وتفكيره والبيئة الواقعية المحيطة به، حيث يبدو كل شيء حوله غير حقيقي كأنه يعيش وهم أو حلم ويستمر معه علي الدوام وبوجه عام فهو يؤثر علي الحياة بشكل غير طبيعي مما يعيق استمراريتها وتقبلها، حيث يتعرض الشخص المصاب به إلي مجموعة من الأعراض بشل مستمر وهي:

أ- أعراض تبدد الشخصية Depersonalization والتي تتمثل في:
– فقدان القدرة علي التفكير.
– إنعدام المشاعر من الأحداث والذكريات.
– الشعور بالأنفصال عن الذات وكأن الشخص خارج جسمه.
– الشعور بالإنهاك والتفكك في العقل والجسد.

ب- أعراض الغربة عن الواقع Depersonalization وتتمثل في:
– الشعور الوهمي بالإنفصال عن البيئة الواقعية الخارجية.
– الشعور بالغربة في البيئة المحيطة رغم الاتصال المباشر بها.
– اضطراب إدراك الزمن والتوقيت كأن يشعر الشخص بوجود الماضي حوله مختلط بالحاضر القريب.
– محاولة الشخص المستمرة لإختبار نفسه وشعوره.

2- اضطراب الهوية الإنشقاقي: Dissociative Identity Disorder
هو اضطراب نفسي كان يٌعرف سابقاً بإضطراب الشخصية المتعدد وفيه يشعر الشخص بعدم الإحساس بالهوية والتي ترتكز علي ضعف الإحساس بالذات، والمسئولية تجاهها والخضوع لسيطرة هويات أخري علي الهوية الأساسية كالاستحواز علي الشخصية بمؤثرات وجدانية ومعرفية وسلوكية مختلفة عما هو عليه الشخص وكأن هناك شخصين أو أكثر يعيشون داخل عقله، مع ملاحظة الشرود الذهني الانفصالي.

3- اضطراب فقدان الذاكرة الإنشقاقي: Dissociative Ammesia Disorder
هو اضطراب نفسي يشعر من خلاله الشخص بعدم تذكر المعلومات الأساسية عن نفسه والتي تضم الأحداث والأشخاص في حياته وتظهر الأعراض بصورة أكثر حده من النسيان العادي وتكون في صورة نوبات مُفاجأة، ويكون معدل حدوثها ما بين دقائق معدودة وساعات وفي بعض الحالات تصل إلي شهور وربما سنوات، ويسبب هذا الاضطراب كرباُ وإعاقة وظيفية، ولايرجع في تشخيصه لحالة طبية، أو تناول مواد.

الشكوي والمعاناة

عادة ما تحدث الاضطرابات الانشقاقية كردة فعل تجاه الضغوط والصدمات العنيفة، حيث يحاول الشخص إبعاد الذكريات المؤلمة عن إدراكه لها والتفكير فيها، مع الشعور بالغربة عن الواقع وكأنه يعيش بعالم غير واقعي، ويراقب جسده وكأنه خارجه، ويلازم ذلك توتر في المشاعر والانفعالات مع عدم التأقلم في الواقع الحقيقي مع من حوله من العلاقات والمسئوليات المهنية والأسرية، وقد يزداد الأمر سوءاً بالأفكار والسلوكيات الانتحارية والانعزال عن الآخرين، والنسيان الشديد الذي يتطور إلي عرض رئيسي وهو فقدان الذاكره وصعوبة تذكر المعلومات الرئيسية.

مستوي الخطورة والاصابة

تصيب الاضطرابات الانشقاقية الأشخاص بمعدل يُقدر عالمياً من 2.8% إلي 11.3% طبقاً لما سجلته الأبحاث والدراسات، وهو منتشر بقدر كبير بين أغلب الناس، وتوجد أكثر الحالات المتردده علي العيادات لم يتم رصدها بصورة تنظيمية وموثقه.
وتفصيلياً فيُقدر انتشار اضطراب الهوية الانشقاقي بنسبة 1.3% إلي 3%، وأما اضطراب شعور الشخص بالإنفصال عن جسمه والغربة عن الواقع فيقدر بنسبة 1% – 2.9% ، واضطراب فقدان الذاكره الانشقاقي بنسبة متوسطة 0.2%.
وقد تُسبب الاضطرابات الانشقاقية خطورة كبيره لتركيبة الذات وأضرار نفسية لطبيعة الشخص المصاب به قد تمتد لفترة طويلة فتؤثر علي أدائه النفسي والجسدي وتشعره بحالة من التدمير العام فتظهر عليه علامات الكرب الشديد وأعراض لاضطرابات ومضاعفات أخري كاضطراب النوم والاكل واضطراب التواصل الجنسي وأعراض قلق شديده، وأفكار انتحارية قد تصل إلي استعدادات وأفعال لإنهاء الحياة، مع الاستسلام لتعاطي المواد الإدمانية، وخلل في السمات الشخصية، وضعف في العلاقات.

الأعراض ، الأسباب والتشخيص

  1. الشعور بالإنفصال عن الذات.
  2. خلل في معدل الانفعالات المرتبطة بالأحداث الحقيقية التي تخص التعامل المباشر مع الواقع.
  3. النسيان الشديد وفقدان الذكره وصعوبة تذكر المعلومات الرئيسية كاالمعلومات الشخصية والمهنية.
  4. القلق تجاه الأداء اليومي المتعلق بالعمل والدراسة والعلاقات.
  5. أعراض اكتئابية مختلطة بأفكار وسلوكيات انتحارية.
  6. اختلال الواقع ورؤية الأشياء والأشخاص علي أنها مرسومة أو غير واقعية.
  7. الترقب الداخلي لردود فعل الانفعالات والبحث الدائم عنها بصورها السابقة.
  8. ضعف القدرة علي التكيف والتأقلم بصورة طبيعية.
  1. رد فعل تجاه الضغوط والصدمات العنيفة المؤلمة التي تعرض لها الشخص.
  2. الخوف المبالغ فيه من استعادة الذكرايات المؤلمة.
  3. التعرض للعنف الجسدي والجنسي.
  4. التعرض لأحداث الحروب والكوارث الطبيعية في الطفولة.

تتضمن معايير التشخيص القيام بالفحص الدقيق النفسي والجسدي والتقييم الأولي للحالة مع تحديد المعايير الأساسية للاضطرابات الانشقاقية التي اعتمد عليها الدليل التشخيصي الخامس للاضطرابات النفسية والعقلية DSM-5 التابع لجمعية الطب النفسي الأمريكية وهي:

  1. اضطراب شعور الشخص بالإنفصال عن جسمه والغربة عن الواقع (تبدد الشخصية).
  2. فقدان الذاكرة الانشقاقي.
  3. اضطراب الهوية الانشقاقي.

التداخل المرضي

تتداخل أعراض الاضطرابات الانشقاقية مع مجموعة من الاضطرابات الأخرى مثل اضطراب القلق، واضطراب الاكتئاب، وتعاطي المواد، واضطراب الضغوط والصدمات، والاصابات الدماغية، والاضطرابات المعرفية العصبية.

متي تلجأ للفحص النفسي والعلاج

يمكن اللجوء للعلاج عند الشعور بعدم التأقلم في الواقع الحقيقي مع من حولك، الشعور بالإنفصال عن الذات وانعدام التواصل مع الآخرين واضطراب العلاقات، وتدني المسئوليات المهنية والأسرية، والنسيان الشديد الذي يتطور إلي عرض رئيسي وهو فقدان الذاكره مع صعوبة تذكر المعلومات الرئيسية، وتوارد الأفكار والسلوكيات الانتحارية، واللجوء إلي التعاطي وإتباع سلوكيات مرضية، وتراجع الأداء المهني والتفاعلي.

وعند الشعور بالإجهاد والكرب الحاد أثناء التعرض لحدث شديد للضغوط، ومحاولة استرجاع الأحداث التي تم التعرض لها، أو تكرار التعرض لها، والترقب للأحداث الصادمة وكأنها ستعاود من جديد، مع نقص معدل النشاطات اليومية، وضعف وتراجع الأداء المهني والاجتماعي.

التدخل والعلاج

تعتبر الاضطرابات الانشقاقية من أصعب الاضطرابات التي تحتاج إلي دقة كبيرة في وضع الخطة العلاجية مع الرعاية الطبية المستمرة حيث أن العلاج يستغرق وقتاً أكثر من باقي الاضطرابات الأخري، ويمكن الإعتماد علي العلاج الدوائي، والعلاج النفسي التكاملي المقنن لتحقيق أفضل نتيجة علاجية متكاملة لخفض الأعراض الشديده، وأيضاً الاعراض المتداخلة معها، والوصول إلي درجة من الاستقرار التي يستطيع المريض الإحساس بها والشعور بالمجهود العلاجي المتقدم والمحفز لشخصيتة ليستطيع تقبل تأهيل الهوية، وحل جذور الذكريات والأحداث الصدمية السابقة، ويفضل المتابعة المستمرة تحت إشراف فريق طبي متميز، ويأتي العلاج المثمر بسرعة أكبر مع حالات الأطفال والمراهقين، ويمتد لفترة أكبر مع الراشدين.

ويمكن التركيز في خطة العلاج المتكامل المقنن علي العلاج بإستخدام تقنية المعالجة بحركة العين (EMDR) لما لها من فعالية كبيرة في علاج الاضطرابات الانشقاقية، كما يمكن استخدام العلاج السيكودينامي لما له من فعالية في تحديد العوامل الدينامية المسببة لهذا الاضطراب والعمل عليها وعلاجها وإنهائها مع علاج الخلل الذي يحدث في الحيل الدفاعية.

كما يمكن استخدام الاسترخاء النفسي من خلال تقنياته المتعددة لتخفيف الأعراض وتحفيز الاستجابة والدافعية للعلاج، ويمكن أيضاً استخدام أسلوب العلاج بالتنويم المغناطيسي لجعل المريض يتحرك بين ذكرياته وأفكاره ومعتقداته بصوره أفضل، ويمكن لفريق خبراء تخطي مساعدتك علي تخطي الأعراض وفهمها وعلاجها، ويشرفنا استفساراتكم.

التوصيات الوقائية

  1. الحماية من الإيذاء النفسي والجسدي.
  2. تقليل حدة الأحداث الصادمة.
  3. تجنب مسببات الضغوط المستمرة.
  4. دمج الأطفال في مواقف التعلم والمشاركة.
  5. اكتساب مهارات فعاله في التعامل الجيد.
  6. في حالات الاعتداء الجسدي يفضل التدخل النفسي بسرعه حتي لاتزيد خطورة الإصابة بالصدمة وتتطور لاضطرابات انشقاقية.

إحجز موعد مع فريق تَخَطِّي