نبذه تثقيفية عن اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط
يُصنف اضطراب نقص الانتباه و فرط النشاط (ADHD) ضمن اضطرابات النمو العصبي، وهو حالة تصيب الكثير من الأطفال وغالباً ما تستمر في فترة البلوغ، ومن سماته التشخيصية صعوبة الحفاظ علي مستوي الانتباه، والسلوك الاندفاعي، وفرط النشاط مع تراجع في الثقة بالنفس وضعف الأداء الاجتماعي والمدرسي مما يزيد من صعوبة أداء المهام اليومية.
الشكوي والمعاناة
كثيراً ما يشتكي الآباء والأمهات وأيضاً المعلمين من تشتت انتباه الطفل وفرط نشاطه، والعجز عن وقف السلوك الاندفاعي المتكرر.
مستوي الخطورة والاصابة
يحدث اضطراب نقص الانتباه و فرط النشاط (ADHD) بمعدل عام يقارب 5% من الأطفال، وهو من أكثر اضطرابات النمو العصبي انتشاراً في الطفولة حيث يحدث قبل 12 سنة، وتقدر التقارير العالمية أن هذا الاضطراب يصيب من 9 – 18% من الأطفال في الولايات المتحده، ومن الممكن أن يمتد حتي نهاية فترة المراهقة المتأخره بمعدل يتراوح بين 35 – 50%، وغالباً ما يستمر إلي فترة البلوغ والرشد بنسبة 2.8%، مما يؤثر ذلك علي حالة الفرد الوجدانية والدراسية، ويولد لديه صعوبات في الانتباه وأيضاً في الادراك والذاكره.
الأعراض ، الأسباب والتشخيص
تتمحور أعراض اضطراب نقص الانتباه و فرط النشاط (ADHD) في الأعراض الأتية:
-
- العجز عن التركيز ومواصلة الانتباه في المهام والأنشطة.
- العجز عن وقف استجابات السلوك الاندفاعي.
- الإفراط في النشاط، والتلوي وعدم الاستقرار في المقاعد.
- النسيان والفشل في الانتباه الدقيق إلي التفاصيل.
- تراجع وإهمال المهام والأنشطة المدرسية.
- صعوبة في اللعب بهدؤ رغم وقت الفراغ كأنهم ناشطون في غير كلل.
- الأداء الفوضوي والغير منظم عند تنفيذ المهام الأساسية.
- الجري المتواصل في مواقف لا تتناسب مع الأفعال.
- التجاهل لما يسمعونة وكأنهم لا يسمعون أحداً.
- الرفض والإخفقاق في استكمال الواجبات العادية.
- لا يهتمون لتناول طعامهم ويتركونه فجأة.
- صعوبة الإصغاء والانتظار، وعدم السماح للآخرين بالكلام ومراعاة مشاعرهم.
- التشتت بسهولة إزاء المنبهات التي ليس لها علاقة بالمسئولية الحالية.
- يفرطون في التحدث، وينتقلون من حديث لآخر دون اهتمام أو اصغاء.
- القفز والتسلق عالياً، والقرع بالأيدي.
- يواجهون صعوبة في المهارات الجماعية التي تتطلب منهم المشاركة والتعاون.
تتكون أسباب اضطراب نقص الانتباه و فرط النشاط (ADHD) من عدة عوامل أساسية وهي:
- عوامل وراثية: مثل انتقال الخصائص الوراثية بين الأقارب من الدرجتين الأولي والثانية، كما أن هناك اتفاق علمي علي حدوث الاضطراب بين التوائم المتطابقة.
- – عوامل عصبية: مثل وجود اختلالات في وظائف الدماغ كالاختلال الوظيفي في منطقة التكوين الشبكي بالدماغ حيث تضعف في كف الدفاعات العصبية الشديدة، كما يوجد سبب آخر تم ترجيحه علمياً وهو أن هذا الاضطراب ينشأ نتيجة الحساسية الزائدة لمناطق الاستثارة في الجهاز العصبي المركزي للمنبهات الداخلية والخارجية.
- اضطرابات النظام الحاسي: مثل انخفاض استجابة التوصيل الجلدي الأساسي.
- عوامل نفسية: مثل التعرض لصدمات نفسية مفاجئة كالإساءة للطفل والتعرض للعنف والإهمال، وفقدان أحد الوالدين، أو انفصالهما.
يتحدد اضطراب نقص الانتباه و فرط النشاط (ADHD) بعدة معايير تشخيصية تتلخص في الأتي:
- عند تشخيص الأطفال يتطلب تواجد (8) أعراض قائمة لدي الطفل ومستمرة لمدة (6) شهور أو أكثر.
- لابد أن تحدث الأعراض قبل سن (12) عام بدلا من عمر (7) كشرط سابق.
- يتطلب عند تشخيص البالغين وجود خمسة أعراض.
- تكون الأعراض أكثر تكراراً وشدة عن الأقران الآخرين.
- إعاقة وخلل في التفاعل الاجتماعي أو الأكاديمي أو المهني المتناسب نمائياً مع عمر الفرد.
التداخل المرضي
تتداخل أعراض اضطراب نقص الانتباه و فرط النشاط (ADHD) مع بعض أعراض اضطرابات النمو العصبي الأخرى مثل اضطراب التعلم، وتأخر النمو اللغوي، والحركي، والاجتماعي، واضطراب النمو الذهني، وكذلك يمكن أن تتداخل مع أعراض إضطرابات القلق، واضطراب الاكتئاب، والاضطرابات الشخصية، تعاطي المواد والإدمان، والاضطراب ثنائي القطب، والاضطرابات المعرفية العصبية، والاضطرابات الذهانية.
متي تلجأ للفحص النفسي والعلاج
عندما يحدث قصور كبير في التعلم، والنمو السلوكي، وصعوبات في الانتباه، وفرط في النشاط، واندفاعية في السلوك بشكل تكراري.
التدخل والعلاج
يرتكز التدخل العلاجي لحالات اضطراب نقص الانتباه و فرط النشاط (ADHD) علي التدخل الطبي حيث يستجيب هؤلاء الأطفال للعلاج الدوائي، كما يمكن التركيز علي التدخل النفسي مثل تعديل السلوك وتقدير الذات، والتدريس العلاجي، واستثارة وتفعيل دافعية الطفل.
ويمكن إعداد وتطوير برنامج تعليمي فردي يعتمد علي الأساليب النفسية والتدريبية مثل أسلوب تبادل الأدوار، وتنفيذ التعليمات، اللعب الحر أو العشوائي، تقليد النماذج، لعب دور المعلم، مع إدخال الأنشطة الأتية من ضمن إجراءات الأساليب التي تم ذكرها مثل اللعب بالبالون، والعاب الظهور والاختفاء، والرسم والتلوين، ونشاط التنظيف، ونشاط التخمين، والعاب التركيب، والكرات البلاستيكية، ولعبة الحركة والسكون، والعاب الفرز، وقراءة القصص، ولعبة فقاعات الصابون، ولعبة الوقوغ والجلوس، ونشاط الصور المتتابعة، ونشاط الأضداد، ونشاط المتشابهات، ولعبة الكراسي، ونشاط الاستماع، والأوامر البسيطة، ونشاط المرآة، واكمال الجمل، وحل المشاكل، وكلها نشاطات تساعد علي خفض نقص الانتباه وفرط النشاط والاندفاعية.
كما يمكن تقديم عبارات الثناء والتشجيع والمدح، والتدريب علي المهارات التنظيمية والاجتماعية، والعلاج باللعب عن طريق اللعب مع أطفال ذوو مستوي عالي من المهارات.
كما يمكن أيضاً الاعتماد علي العلاج المعرفي السلوكي والذي من خلاله نستطيع تطبيق التقنيات النفسية مثل التدريب علي التعزيز الذاتي، والاستثارة الذاتية لتغيير السلوكيات الغير مرغوبة، وتطوير وزيادة معدل الدقة والتركيز والفهم، وزيادة الإنتاجية الاكاديمية كالقراءة والكتابة والرياضيات، وتقليل فرط النشاط، والمشاركة الاجتماعية.
التوصيات الوقائية
-
التدخل المبكر يزيد من فرص الوقاية.
-
تعليم الطفل المشاركة والتعاون.
-
التدريب علي مهارات التقبل والتفكير الجيد.
-
الاهتمام بالعمل المدرسي.
-
تقدير حجم الواجبات والمسئوليات وإنجازها.
-
خلق الدافع نحو الإنجاز.
-
البعد عن الإستهتار والإخفاق والإهمال.
-
ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
-
حضور اللقاءات والاجتماعات الثقافية.
-
الجلوس قريباً من المعلم أثناء تلقي الدروس.
-
تشجيع الوالدين علي تهيئة المكان المناسب للمذاكره.
-
أن يحافظ المعلم علي التواصل البصري أثناء عملية التدريس.
-
تبسيط التعليمات الصعبة وتكرارها بشكل هادئ مع تجنب التعليمات المتعددة.
-
تقديم أسلوب التعزيز والمكافئات علي العقاب.
-
التركيز علي الترغيب بدلاً من الترهيب.